على مدى السنين ظل ” قصر سعدان ” التاريخي شامخاً بعلوه وبتاريخه الذي جاوز 300 سنة، حاله كحال العديد من القصور والقلاع والمعالم التاريخية التي تقع بمنطقة نجران، والتي لا تزال رمزاً للعلو والشموخ والعزة مكاناً وإنساناً، وتمثل بين جنباتها طبيعة المجتمع النجراني، والتي تتميز عن باقي مناطق الجزيرة العربية، فهي تشكل قوة وأصالة عبق الماضي وحضارة ممتدة.
قام فريق ” أخبار ” بزيارة قصر سعدان والمبني على سفح جبل يسميه أهل نجران بـــ ” جبل العان ” وعند وقوفنا أمام مدخل القصر تبين لنا العلو الكبير للسور الخارجي، والذي بني بـ ” الداموك ” أو ما يطلق عليه ” المدماك ” ويمتد علواً من أسفل الجبل حتى أعلاه، ويحيط بالقصر بإرتفاع عالي، وعبر طريق مُهد وعُبد صعدنا من البوابة الغربية للسور ووصلنا الى مواقف القصر والتي تتسع لأكثر من 100 سيارة، وبنزولنا استقبلتنا 4 أبراج تحيط بسور القصر من كل جانب، كانت تستخدم للمراقبة والحماية، ومضينا حتى تراء لنا المبنى شامخاً بطراز يعتبر أنموذج لفنون البناء والعمارة العربية الجنوبية، وما أن تلوح بنظرك حوله فترى نجران القديمة بقراها ونخيلها وواديها العريض، ويشخص بصرك قلعة رعوم التاريخية التي تقف أمام القصر من الجهة الجنوبية في منظر لا يمكن وصفه.
وبدخولنا القصر قابلنا المشرف العام على القصر، حسين بن عبدالله المكرمي، والذي رحب بنا، وأخذنا في جولة بالقصر وملحقاته، وذكر أن القصر شُيد في القرن الثاني الهجري عام 1100هـ الموافق 1688 تقريباً، بأمر من الشيخ محمد بن إسماعيل المكرمي والشيخ هبه الله بن إبراهيم المكرمي، وبُني على أساس من أحجار الجبل الذي يقف عليه، واستخدم في بناء جدرانه اللبن والتبن ” الطين والقش “، و تشكلت أعمدته وأسقفه من جريد النخل وخشب الأثل ، وزُينت جنباته وحوافه العلوية بالشراشف البيضاء ” كورنيش الجص الأبيض ” ، وصمم به 88 درجاً حتى الصعود لقمته، ويحوي القصر على 21 غرفة و7 مطابخ و8 دورات مياه، موزعة على شكل أجنحة بكل طابق جناحين، ويتوسط المبنى منور كبير ” فتحة ” ينتشر من خلاله الضوء ويتوزع الهواء لكافة الغرف والممرات بالقصر، كما تم عمل قبو كبير لتخزين الأطعمة والحبوب والقمح.
وأردف المكرمي أنه ولما للقصر من أهمية تاريخية على مر السنين وللحفاظ عليه وعلى تاريخه فقد مر بالعديد من التحسينات والترميمات من قبل ملاكه، حيث قام الشيخ علي بن حسين المكرمي بترميمه وبناء مسجد ملاصق له، ثم قام الشيخ حسين بن الحسن المكرمي في العام 1408هـ بإعادة بناء ما تهدم وتضرر منه وترميم سوره وتقويته، وبعام 1423 هـ قام الشيخ حسين بن إسماعيل المكرمي والشيخ عبدالله بن محمد المكرمي بترميمه وتحسينه وتزيينه وترميم المسجد المجاور له وتوسعته.
وأشاد المكرمي بما تم في العام 1440هـ حيث قام الشيخ احمد بن علي الجمالي والشيخ علي بن حاسن المكرمي، بإعادة ترميم القصر وتجديده، وتعبيد طريقه وإيجاد مواقف لزواره، وبالقرب منه تم بناء ضيافة خاصة مع جميع ملحقتها، وفي هذا العام 1441هـ وتزامناً مع الإحتفال باليوم الوطني السعودي 89 قرروا فتح القصر للزوار ولمن أراد أن يكتشفه ويغوص في أعماق تاريخه ويتعرف على طريقة تصميمه وبناءه، مؤكدين بذلك أهمية التاريخ والتراث وبأن المواطن هو شريك في الجذب السياحي والاقتصادي، محققين بذلك المشاركة في رؤية 2030 .
وفي نهاية جولتنا بقصر سعدان أفادنا المشرف العام على القصر بأنه سيكون هناك ترتيبات وإضافات بغرف القصر سيتم تطويرها، وتخصيص مواعيد لزيارة العوائل وسيتم الإعلان عن ذلك في حينه، ثم كان لنا إلتقاطات بالصور مع عدد من زوار القصر، والذين أبدوا فرحتهم بفكرة إفتتاح القصر أمام الزائرين، وأعجبوا بالقصر وكيفية تشييده، آملين أن يكون لهم زيارات أخرى
[CENTER][IMG]http://www.news.net.sa/contents/useruppic/65_2TVPwaHh4pVENwBh.jpg[/IMG][/CENTER]
[CENTER][IMG]http://www.news.net.sa/contents/useruppic/65_bz1qGbV52HVyrW48.jpg[/IMG][/CENTER]
[CENTER][IMG]http://www.news.net.sa/contents/useruppic/65_r0QSnZHZtBjHwjgS.jpg[/IMG][/CENTER]
[CENTER][IMG]http://www.news.net.sa/contents/useruppic/65_pEB09f57KyyxuwS9.jpg[/IMG][/CENTER]