أكد محللون سياسيون متخصصون بالشأن الإيراني أن إيران تسعى جاهدة لطمس هوية الأحواز العربية، و”تفريسها” عبر سياسات غاشمة، تتمثل في منع تسمية المواليد بالأسماء العربية ومعاقبة من يتحدث باللغة العربية في الإدارات والمؤسسات الحكومية في الأحواز وارتداء الثوب والشماغ، حيث تعد من الجرائم التي لا تغتفر عند النظام الإيراني، وتستوجب الاعتقال والسجن، كما يتم منع تعليم “العربية” للطلاب الأحوازيين وتهجير النخبة من الأطباء والأساتذة والمثقفين في كل المجالات، والعمل على بناء مستوطنات في الأحواز تكون الغلبة للفرس وليس للعرب.
وبحسب ماكتبته الزميلة مريم الجهني ونشرته صحيفة الاقتصادية اليوم أوضح أمجد طه الباحث والمحلل السياسي، الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات الشرق الأوسط، والمتخصص في الشؤون العربية والإيرانية، أن الجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان في الأحواز تبدأ منذ طفولة مواطنيها، حيث تقوم بمنع والديه من تسميته اسما عربيا، إذ إن هناك قائمة بالأسماء المتفق عليها من النظام الإيراني وهي قومية بحتة فارسية وفيها عنصرية مذهبية، كما أن الأطباء في إيران لديهم انتماءات فكرية وولاء للنظام وعندما تلد الأحوازيات يقومون بربط رحم الأم دون علمها، في محاولة فارسية لتحديد النسل، وتلك الحالات تم كشفها، وفق نساء أحوازيات هاجرن إلى أوروبا وراجعن أطباء بينوا لهن أنه تم ربط الرحم، مشيراً إلى أن تلك العملية تجرى خاصة للأحوازيات في المنطقة الشمالية من الأحواز المحاذية للعراق والكويت وأضاف أن منظمة الصحة صنفت الأحواز أول مدينة في العالم بتلوث الهواء بالرغم من أنها لا تحتضن صناعة لكن ذلك التلوث ناتج من المفاعل السرية ومفاعل بو شهر، كما أنه أدى إلى حالات تسمم غريبة وجديدة، مشيراً إلى أن إيران تعتقل 26 ألف أحوازي بسجونها السرية وستة آلاف امرأة و500 طفل ولدوا داخل السجون، في محاولة منها لـ”تفريس” المنطقة وتغيير الديموغرافية وطمس الهوية العربي، ولا سيما أن الزي العربي ممنوع بتاتاً ومن يرتديه يتم اعتقاله، مؤكدا أن الشعب العربي الأحوازي منذ 90 سنة يتحدى إيران ويلبس الثوب العربي معلناً بذلك التحدي والثورة وهو يعلم أن مصيره قد يكون الإعدام، كما أن اقتصادها تأثر تأثيرا كبيرا بعد قطع المملكة للعلاقات الدبلوماسية والتجارية معها وبات واضحاً حيث خسرت اقتصاديا ودبلوماسياً. بدوره قال محمد مجيد الأحوازي الناشط والمحلل السياسي المتخصص بالشأن الإيراني، إن سياسات الاعتقالات والسجون والاضطهاد والتهميش التي يعانيها الشعب الأحوازي بدأت منذ احتلاله عام 1925 وسقوط آخر إمارة عربية في الأحواز وهي إمارة المحمرة وبعد أن تم اعتقال آخر حاكم عربي للأحواز العربية وبدأت السجون والاعتقالات والتهميش والإقصاء وحرمان الأحوازيين من حقوقهم الطبيعية والقومية والعربية العادلة، كما سجنوا كثيرا من الزعماء الأحوازيين وهجروا كثيرا من القبائل إلى العمق الفارسي والمحافظات الفارسية، كما أعدم الكثير من الزعماء الذين ثاروا ضد النظام الشاهنشاهي وبدأت مسيرة معاناة الأحواز.
وأكد أن إيران حرصت على تغير كامل لأسماء المدن من العربية إلى الفارسية، مثل مدينة المحمرة التي تم تغييرها إلى خرمشهر، بالإضافة إلى حرمان الأحوازيين من مدارس عربية، ومن أي حراك عربي يهدف إلى تعزيز الهوية العربية والحفاظ عليها، كما منعت كل المدارس من التدريس باللغة العربية وتم فرض اللغة الفارسية على الأحوازيين كما فرض التاريخ الفارسي عليهم وأضاف أن إيران تمنع دخول المؤسسات بالزي العربي، أو التحدث باللغة العربية، ويمنع حتى الموظف العربي أن يكلم المراجع العربي بلغته الأم، كما يمنع أي مسؤول عربي وإن كان يحمل شهادة عليا أن يستلم منصبا كبيرا في الأحواز وجميع المناصب السيادية من تعليم ومستشفيات وصحة ومراكز أمنية وسياسية والمحافظ والقائم مقامه والبلديات وكل هؤلاء المسؤولين هم فرس إيرانيون من أصفهان وطهران وشيراز ومناطق فارسية حاقدة على العربية.